Wednesday, December 17, 2008

كي لا يعتذر



بقلم: منال علي عمرو


يجلس عند رصيف الميناء
يحتوي همه في معطف كبير
هو.. لا يقوم بأي فعل سوى أنه يحملق في المياه
حتى أنه لا يرغب في تأمل السماء
ولا اللهو مع ذلك النورس القريب منه


مضت ساعات طويلة
وهو في المكان نفسه
في انتظار كتف أخرى لتساند كتفه المحبطة
لكن، بلا جدوى

يخرج هاتفه المحمول
عله يجد منها رسالة نصية
أو على أقل تقدير مكالمة..
لا شيء
صورتها على شاشة الهاتف
يتأمل ملامحها..
يخرج زفرات حزينة
متألما من هذا الفراق


في قرارة نفسه يفتقدها جدا
يخنقه الحنين..
يجعل منه آخر.. لا يعرفه

يتساءل:
هل يكسر قاعدة الكرامة؟
هل ينحني أمام ريح الشوق واللهفة؟

متردداً:
لا.. لن أقوى أبداً على بدء هكذا خطوة
لن أقوم بهد سور كرامتي من أجل امرأة

يحدث المياه
لكنها حبيبتي!! وهي من أريد، وهي من كنت أرسم معها لوحة حياتي القادمة؟
كيف ابتعد هكذا؟!! وكأنني أنتزع صفحة من كتاب العمر،
كيف.. ؟! والخطأ خطئي

وسوسة:
وكرامتي؟
..
يستمر هكذا.. ما بين جزر الكرامة.. ومد الشوق
يذوب شيئاً فشيئاً عند الميناء القديم
ينتظر أن تقوم هي بكل ما يتمنى أن يقوم به
ينتظرها.. تأخذ الخطوة الأولى
تنحني أمامه..
وهو مستعد لتقبل عودتها، لتحتوي صفحته.. من جديد
ورسم ما تبقى من ملامح للحياه معها
هو لا يعلم أنها صنعت من صفحته طائرة ورقية..
وأنه لن يستقبل تلك الرسالة النصية
ولا حتى المكالمة التي ينتظرها..
وأنها بدأت برسم لوحة جديدة!
بعد أن أرهقها انتظار رجل..
رجل لا يعترف بخطئه..
ويرتدي قناع الكرامة والرجولة
فوق حقيقته..
يرتديه حجة..
كي لا يعتذر


No comments: